Skip to main content
الجمعة, 03 أيار 2024

تقرير يكشف اجتياح "الكبسلة" لشريحة الشباب العراقي السبت 09 أيلول 2017عدد المشاهدات 2823

صحيفة المونيتور الامريكية

إعلان

بغداد - Qabas News

ذكر تقرير لصحيفة "مونيتور" الأميركية، تناول انتشار الأقراص المخدرة وحبوب الهلوسة بين أوساط الشباب العراقي،أن  العراق في السابق كان معبراً لهذه المخدرات، ولكن بعد عام 2003 أصبح من البلدان المتاجرة والمستخدمة للمخدرات.

وأشار التقرير الذي نشر مؤخرا، وتابعته "قبس نيوز" إلى أن مكافحة إجرام محافظة واسط شنت حملة واسعة بداية آب الماضي على تجّار حبوب الهلوسة ومدمنيها. فيما يوجد "كوفي شوب" في أحد أحياء بغداد، مخصّص للنساء فقط، تتداول فتيات عراقيّات حبوب الهلوسة على نحو الإدمان. اما في البصرة، فتنتشر طرق التخدير والنشوة بين أوساط الصبية وطلّاب المدارس والعاطلين عن العمل، حيث يمكنهم الحصول عليها بسهولة أرصفة الشوارع.

وبحسب التقرير فإنه في أغلب مناطق العراق، بات مصطلح "الكبسلة" متداولاً على نطاق واسع، وهو اصطلاح شعبيّ مستمدّ من كلمة كبسولة، ويقصد به سلوك الإدمان على الحبوب المخدّرة.

وأوضح أطباء صيدلانيون أن الحبوب المصنّفة لمعالجة أمراض الشيزوفرينيا والكآبة الحادّة، وحبوب التهدئة النفسيّة والعصبيّة، وحبوب "أل سي دي"، والـ"أرتين"، وحبوب آلام المفاصل، تكون ثنائيّة الاستخدام، فيلجأ إليها الشباب المدمن، للحصول على النشوة والشعور بالمتعة تماماً مثل المخدّرات العاديّة.

كما أوضح آخرون أن "الـ"ترامادول" وهو مسكّن آلام حادّ يتعاطاه الشباب للشعور بتخدير الأعصاب والراحة، سرعان ما يعتاد عليه الشخص، وتزداد جرعته منه، يوماً بعد يوم، إلى أن يصبح عاجزاً تماماً عن الإقلاع عنه.

وذهب أطباء إلى أن "تجارة الحبوب المخدّرة تدرّ على الكثير من أصحاب المذاخر الطبّيّة والصيدليّات أرباحاً هائلة، حيث تتسرّب بسبب الفساد، وتباع في شكل سرّيّ، عبر وسطاء إلى المستهلك".

من جانبها كشفت لجنة الصحّة والبيئة النيابيّة بداية هذا العام انتشار ظاهرة اﻷدوية المنتهية الصلاحية، وغير المرخّصة وحبوب الهلوسة، حيث ضبطت سيّارة محمّلة بـ70 صندوقاً من الأدوية غير المجازة في العاصمة بغداد.

ويتابع التقرير بأن المصدر الآخر لهذه الوسائل المخدّرة، هو التصنيع المحلّيّ، ممّا يعدّ تطوّراً خطيراً في انتشار الإدمان وتحوّله إلى صناعة محلّيّة، وذكر قضاة نهاية العام الماضي أن بعض الناس يسعون إلى نقل صناعة مادّة الكريستال المحظورة إلى العراق، باستحداث مصانع.

وفيما يعتبر التهريب عبر الحدود مع إيران، أحد الروافد المهمّة لتوفير حبوب الهلوسة، تفيد تقارير أنّ العراق لم يعد محطة مرور للمخدّرات، بل أصبح نقطة توزيع لها بين الدول المجاورة، وأصبح معظم تجّار المخدّرات في شرق آسيا يوجّهون بضاعتهم نحوه.

وأشار أكاديميون جامعيون إلى أن البحوث الميدانيّة أظهرت أنّ "الكثير من الشباب يلجأون إلى حبوب الهلوسة المخدّرة، في مرحلة المراهقة، هروباً من مشاكل عاطفيّة أو عائليّة أو نفسيّة، وهناك أسماء شعبيّة متداولة لأنواع حبوب الهلوسة، لتمرير التعامل معها من دون ضجّة أو مشاكل مع المجتمع، مثل الأحمر، أبو الشارب، أبو القلب، والورديّ".

وعزا نواب في لجنة العمل والشؤون الاجتماعيّة البرلمانيّة انتشار هذه الحبوب إلى "البطالة والفقر".

ويحرّم قانون المخدّرات والمؤثّرات العقليّة لسنة 2016 صناعة المخدّرات والمتاجرة بها أو حيازتها، فيما نصّت المادّة 14 من قانون المخدّرات على عقوبة الإعدام أو السجن المؤبّد ومصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة لكلّ من تعامل بغير إجازة من السلطات المختصّة، مع أيّ نوع من المخدّرات أو أنتجها أو صنعها بقصد الإتجار بها.

غير أنّ مثل هذه الإجراءات العقابيّة لن تنجح في القضاء على ظاهرة انتشار المخدّرات في شكل عامّ وحبوب الهلوسة في شكل خاصّ، بحسب رأي الجمعيّة النفسيّة العراقيّة التي شدد رئيسها قاسم حسين صالح، على "إنقاذ الشباب من المشاكل التي يعاني منها، والتي تدفعه إلى البحث عن الأدوات التي تفصله عن الواقع والتحليق في نشوة من جرّاء تعاطي الحبوب المخدّرة".

إعلان